الخميس، 22 مارس 2018

نعم .. للتغيير ..





لقد عانينا في الشرق الأوسط من مشاكل كالبطالة والتأخر العلمي واعتمادنا على موارد اقتصادية محدودة كالنفط والزراعة وغيرها وهذا كان نتيجة طبيعية لتأخر انظمتنا التعليمية عن الدول المتقدمة، واعتمادها غالباً على التلقين والحفظ وعمق معرفى سطحي الذي يؤول الي مخرجات لا توافق متطلبات سوق العمل في العصر الحديث او حتى متطلبات الحياة المدنية الحديثة .

مع الثورة المعلوماتية اصبح الوصول الي المعلومة متاحاً وبسهولة بضغط زر ! وليست مشكلتنا التعليمية بمدى  الكمية التى يعرفها الطالب ولكن هدفنا هو مقدرة الطالب على استخدام تلك المعلومة في إيجاد حلول جوهرية لمشاكل مجتمعة، ولن يستطيع ذلك إلا إذا استخدم مهارات التفكير العليا كالتحليل والتفكير الناقد وحل المشكلات وغيرها .

فعلى سبيل المثال إن درست عن الطاقة لا نريد منك فقط معرفة قوانين الطاقة والحركة التى أوجدها علماء منذ قرون فيستطيع اي شخص إظهارها ببحث عبر شبكة الانترنت ولا نريد منك فقط حساب العمليات الرياضية التى تستطيع تطبيقات هواتف بيدنا حسابها بسهولة بل نريد أن تستخدم مهارات تفكيرك العليا في إيجاد ابتكارات وحلول للطاقة تناسب عصرنا الحديث ولن يحدث ذلك اذا كنت تدرس و تمتحن و تقيم بنفس الاسلوب القديم !

أن الوصول بطلابنا لهذه المرحلة المتقدمة من شغف التعليم يتطلب اولاً أن نقف وقفة صراحة على مستواهم الحالى، فنحن لن نجامل على حساب مستقبل وطننا الغالي، مشكلتنا أننا في العالم العربي غالباً ندرك نقصنا ونخفى عيوبنا أما في الغرب فهم يضعون عيوبهم امام اعينهم ليجدون حلول لها.

عزيزي ولي الامر قف وقفة صراحة ولا تلقى اللوم على من يبحث عن مصلحة ابنك فهم يعيشون عصراً ذهبياً في التعليم اتمنى لو أنني ارجع طالبة لأحظى بفرصة تعلم المواد الحديثة التى أدخلتها وزارة التربية والتعليم كالعلوم الصحية وإدارة الاعمال والتصميم الأبداعي والابتكاري، مواد سيستطيع الطالب الاعتماد عليها ليكون مستقل ويؤسس مشروعه الخاص ! ولكنها تحتاج لطلاب يصبحون في المكتبات ويسهرون في المختبرات، يقول ستيف وزنياك "كنت أقضى ساعات اقلب فيها دليل الأجهزة، وكنت اقول بنفسى أنا اريد أن اصبح مهندساً مبتكراً "، في مناهجنا الحديثة تقدم لهم مباديء الابتكار وأسسه على طبق من ذهب، وفرص ذهبية للتتويج لدرجة أن القيادة ترحب بهم كرمز ونخبة المجتمع .

نحظى بقيادة تعمل ليل نهار من أجلنا و أجل ابناءنا ومصلحتهم، وتسهر لوضع خطط التطوير فلا يمر يوم إلا وأعلن عن مشاريع تنموية ضخمه، تنتظر خريجي بمستويات كفاءة ومهارات عالية ليقفوا على ادارتها وتشغيلها، فكيف سيتحقق ذلك إذا استمر النظام التعليمي على النهج القديم بمناهج وأدوات التقييم التى كانت لا تقيس المهارات المكتسبة بل تعتمد على كم المعلومات المحفوظة !

وأخيراً عندما تكون⁩ ثقافة المدرسة جزء من ثقافة المجتمع ستحل الكثير من مشاكلنا التربوية والتعليمية، فالتعليم ليس مقتصر على المدرسة بل يجب أن يمتد إلى البيت وليس مقتصراً على سنوات الدراسة بل يجب أن يمتد الي العمر بأكمله ! 

الأربعاء، 21 مارس 2018

مايسترو التعليم





"لا نساوم على مستقبل وطننا" اقتبس هذه الكلمات التى سمعتها مراراً من معالي حسين بن ابراهيم الحمادي،لأبدأ فيه حديثي فكل ما يحدث الآن من تغيرات في وزارة التربية والتعليم فهو يحدث للمستقبل،ولن نلتمس اثره الجوهري إلا بالمستقبل،فالتعليم بديهياً يحتاج الي سنوات لكي نحصد ثماره ونراه بأعيننا ،ولكن مع ذلك وجدنا أثراً رائعاً للجهود الخرافية التى تقوم بها وزارة التربية والتعليم.

 ففي نطاق المعلم حرصت الوزارة أن تشرك المعلم في هذه التغيرات عن طريق مجلس المعلمين لطرح المقترحات والحصول على التغذية الراجعة منهم بقيادة ودعم معالي الوزير شخصياً كما اشركته في الخلوة الوزارية والعصف الذهني الذي يقام دورياً في الوزارة وذلك لانه شريك أساسي ، كما حرصت أن تؤهله بالتدريب التخصصي الفصلي ومجتمعات التعليم الأسبوعية ودورات أيام السبت المجانية والمفتوحة للجميع هذا غير برامج التدريب كالمدرب المعتمد ومدرب مايكروسوفت وبرنامج سفراء الابتكار من المعلمين هذا وايضاً أطلقت رخصة المعلم لقياس اثر هذه البرامج على معلميها ومعرفة مدى جاهزيتهم للتعليم، كما أنها أطلقت العديد من الجوائز التحفيزية للمعلم لزيادة دافعيته وإنتاجيته جميع هذه المبادرات الرائدة وهي من ضمن سعى الوزارة لرفاهية المعلم والرفع من كفاءته المهنية ففي المجتمعات الراقية الميسورة مادياً الرفاهية لها معاني أرقي واسمي من المتطلبات المادية ، هذه المبادرات ستساهم في استقطاب المواطنين لهذه المهنة العظيمة عن طريق الحوافز المادية والمعنوية ، وبناء عليه اصبح دور المعلم ليس مقتصراً على الصف بل عضواً فعالاً في تطوير التعليم وتنمية المجتمع  مما أدى الي انعكاس هذا كله في تقدير المجتمع الإماراتي للمعلم والارتقاء بهذه المهنة العظيمة ويعود الفضل للرؤية المستقبلية والعمل الدؤوب المخلص لجميع قيادات الوزارة و موظفيها.

اما على نطاق الطالب فإن أول منفعه يحصدها هي تطوير المعلم لأنه ينعكس إيجابياً أولاً على الطالب ، كما أن كل متابع لا يخفى على الاهتمام الهائل الذي تركز عليه وزارة التربية والتعليم في تنمية قدراته المعرفية والمهارية والاجتماعية للطلاب فتطوير المناهج  بالموائمة والتأليف والاستحداث ، مناهج عالمية تخاطب فكر الطالب وتعتمد اعتماداً كلياً على  مهارات التفكير العالي ، فهذه متطلبات عصرهم الحالي ، جميع هذه تصب في سياق واحد وهو تطوير مهارات الطالب ودمج المعرفة التى ستؤول بطلابنا تدريجياً ان يكونو مبدعين ومبتكرين، كما تبنت الوزارة العديد من المسابقات كتحدى القراءة وسلسة مسابقات عام زايد للروبوت والذكاء الاصطناعي والأولمبياد الرياضي المدرسي والأولمبياد المعرفي لتقيس اثر هذا التغيير على الطلاب وقد اكتسب طلابنا سريعاً تلك المهارات وتفوقوا فيها وها نحن نشاهدهم يمثلون الدولة عالمياً اشرف تمثيل ، كما انها فتحت المدارس في العطل الرسمية و أطلقت المعسكرات الربيعية والصيفية لصق مواهب الطلاب ولتعزيز ثقافة أن المدرسة الاماراتية جزءاً من حياة الطالب ارتباطه بها لا يقتصر على ايام التمردس فقط ، كما ان لائحة السلوك التربوي تساهم جوهريا في تشكيل طلاب ملتزمون باللوائح والأنظمة ومساهمين إيجابياً في أعمال تطوعية بمجتمعاتهم وذلك يسهم في تطوير مهاراتهم الاجتماعية .

تتضافر جهود العاملين بالميدان التربوي في تحقيق رؤية الوزارة في صقل سمات الطالب الإماراتي وتحقيق هدف الوزارة ويأتي ذلك بمتابعة ورقابة عالية الجودة من الوزارة على هذه المنظومة متابعة تتعدد طرق التواصل فيها ، ولن تجد اسرع منهم في الرد على اي استفسار او طلب ، فمنذ الصباح الباكر حتى المساء نرتبط ارتباطاً روحياً مع وزارتنا ارتباطاً لا يقتصر على ساعات الدوام الرسمية او أيامه ، فنحن نؤمن بأن رسالتنا أعمق من ان تقتصر على أوقات الدوام فنحن نبني مستقبل الوطن ، لذلك تجد أن الميدان التربوي والوزارة على خط واحد وفِي سياق منتظم والفضل لقيادة الوزارة و مايسترو التعليم حسين بن ابراهيم الحمادي .