إنّ الإنسان بطبيعته يحب الإنتماء ، سواء كان هذا الانتماء إلى دين أو وطن أو أسرة ، لأنه يعتبر جزءا من كيانه ولأن الإنتماء يولد الشعور بالأمان لديه.
وهنالك نوع آخر من الانتماء، يختاره الانسان بنفسه ، يبني فيه نجاحاته و طموحه و إنجازاته؛ و هو الإنتماء الوظيفي. فالموظف الذي يكون لديه انتماء وظيفي عالٍ للوزارة أو المؤسسة التى يعمل فيها يكون شخصا ناجحا يتقبل كل القرارات بصدر رحب و مرونة ، داعماً لها مؤيداً لفاعليتها و طارحاً للحلول لأي مشكلة قد تواجهه في تنفيذ تلك القرارات.
من لديه الانتماء الوظيفي لا يفرق بين وقت العمل و وقت المنزل متخذاً صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آلِ مكتوم قدوته عندما قال : «حكومة المستقبل حكومة لا تنام، تعمل 24 ساعة في اليوم، 365 يوماً في السنة، مضيافة كالفنادق، سريعة في معاملاتها، قوية في إجراءاتها» .
و اليوم يواجهه الموظف في وزارة التربية و التعليم تحديات عظيمة ينبغي تجاوزها كمساهم في إدارة التغيير الذي تطمح إليه قيادتنا في التعليم ، التغيير الذي سيقود المجتمع بكامله إلى مجتمع المعرفة ، و نحن الآن أمام فرص ذهبية إما أن نكون ساعداً يبني و يشارك في هذا التغيير أو أن نكون معولاً سلبياً يهدم أحلام الوطن !
تعتبر هذه الفترة كاختبار لنا في انتمائنا الوظيفي ، وقبلها انتمائنا الوطني ، علينا أن نقدم مصلحة الوطن أمام مصالحنا الشخصية ، فوظيفتك هي جزء من رد الجميل لهذا الوطن المعطاء ، كن ذكياً في هذا الاختبار و لا تجاري الآخرين بأهوائهم ، ثقف نفسك و قدم حلولاً مبتكرة و ارسم خططاً تتوافق مع هذه التغيرات و صغ منهجاً حديثاً يواكب سمات هذا العصر ، و انظر بعدها إلى ما ساهمت في بنائه ، سيمنحك شعورا يفوق أي أجر مادي وسيطرح الله البركة في رزقك و صحتك و ذريتك.
وهنيئا لمن قرر أن ينتمي إلى وظيفته و يحبها و يدافع عنها ، وواسفى على من يذهب يومياً لعملٍ لا يستمتع به.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق