السبت، 8 أكتوبر 2016

السياسة الأخلاقية



العلاقات الاجتماعية التى تحيط بِنَا في الأسرة وبيئات العمل ومع أفراد المجتمع عموما لها دور كبير في بناء شخصياتنا وصقلها. فالمواقف التى نتعرض لها كل يوم تزيد من خبرتنا الإجتماعية في التعامل مع الشخصيات المختلفة، فتجعلنا أكثر دقة وحرصا في اختيار علاقاتنا وعباراتنا  .

نحن كالدول فكل منا يحمل في داخله أهدافا وافكارا وهموما، بعض الدول تتجانس مع بعضها البعض وتكون اتحادات ومجالس مشتركة وبعضها تتنازع على حقوقها.

إن المتابع للأوضاع السياسية خلال السنوات الأخيرة يلاحظ السياسة الحكيمة لدولة الامارات مع جميع الدول سواء كانت هذه الدول صديقة أو غير ذلك، ويأتي ذلك من حكمة الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آلِ نهيان رحمه الله، ويظهر حرفيتها في استئصال أي خبث داخلي ببراعة جراح ماهر!، لايترك أي ندب أو أثر.

مجتمعات العمل تتطلب منا أن نتخذ سياسة دولتنا الحبيبة، فنحقَ الحق لأهله بكل حزم وعزم، كما يتطلب منا بنفس الوقت أن تكون علاقاتنا حسنة مع الجميع، متخذين مسافة الأمان كدرع يحمينا من أن نتخذ قرارات عاطفية تميل بسبب معرفة شخصية أو صداقة، فنميل إلى دعم أشخاص أو إلى اجحاف أشخاص آخرين، وهي ليست بالمهمة السهلة ولا أيضا المستحيلة، ولكنها تحتاج إلى تجارب كثيرة وصفحات بيضاء جديدة وابتسامة مشرقة غير متصنعة، وقبل هذا كله ضمير مستيقظ لا يرمش له جفن، فيذكر دائماً حق المجتمع ومصلحة العمل ففيهما فقط يتحقق الحب لوطنك، الذي ينتظر منك أن تبنى مجده بأخلاقك قبل أعمالك!

ملاحظه : أرغب في اصلاح نفسى أولاً؛ فلست في الكمال الذي يدعو له مضمون المقال !


هيام الحوسني

الجمعة، 7 أكتوبر 2016

عصر المعرفة



إن لكل عصر نهضته ولكل وقتٍ رواده، كم افتخرنا بأمجاد أجدادنا العرب الذين سادوا العالم في جميع المجالات، والذين يعود إليهم الفضل في كل العلوم الحديثة، وكم تتشوق نفوسنا للعلياء مرة أخرى، فكما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد "إن المستقبل ملك لمن يتخيله ويصممه وينفذه، المستقبل ليس شيئا ننتظره وإنما نصنعه" .

‏ إنّ التخطيط للنهوض بأمتنا في المستقبل أمراً  ليس صعب المنال، فمحطة الطاقة النووية ( براكة) حيث تبنى المفاعلات النووية ليست ببعيدة عن جامعاتنا، ووكالة الإمارات للفضاء حيث يبني المهندسون الإماراتيون مسبار الأمل ليست ببعيدة عن مدارسنا، ومدينة مصدر التى تعد مركزاً لبحوث الطاقة المتجددة ليست ببعيدة عن فصونا الدراسية، وهذه المشاريع ستحتاج بعد سنوات إلى عقول شغوفة بالعلم والمعرفة، تصبح في المكتبات الثقافية، وتسهر في المختبرات العلمية،  لتحافظ على ما بنيناه اليوم، قيادتنا تعمل من أجل أن يقف أبناء هذا الوطن علي هذه المشاريع، فهذا التغيير الذي يشهده النظام التعليمي في الدولة هو حجر الأساس لبناء العقول التى ستدير هذه المشاريع، فالأرض الذي تبني عليها مثل هذه المشاريع الضخمة جديرة بأن يقطنها مجتمع المعرفة.

 إنّ التغيير إلي مجتمع المعرفة مسؤولية كل شخص على هذه الأرض ويجب أن يكون نابعاً من داخلنا، فأي تغيير سيكون محفوفا بالتحديات وعلينا تسخير طاقاتنا وتذليل الصعاب، فإيجاد حلولا مبتكرة يمنحك طاقة إيجابية وشعوراً بقدراتك العالية على تغلب المستحيل، فأن تؤمن بقدراتك هذا كل ما تحتاجه.

كانت الإمارات ومازالت على ما أسسها القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمة الله، كريمة جداً بعطائها المادي والمعنوي، ونعيش اليوم عصراً تعتبر فيه المعرفة أغلى ما يُقدم، ولهذا السبب سنضع نهجاً لرفعة الوطن والذي سيتبعه بإذن الله رفعة وطننا الأكبر وطننا العربي وهذا أسمى أنواع العطاء في عصر المعرفة.