الأربعاء، 15 يونيو 2016

انتقد .. تشتهر !




يبدو أن الشهرة اليوم من حظ من ينتقد وزارة التربية و التعليم ! فسرعان ما يصبح اسمه أشهر من نار على علم ! فمجرد ما تكتب نقداً عن الوزارة  ستجد أن لمقالك شعبية ، و يرجع السبب ليس لمصداقية المقال أو قوته بل لأن الوزارة تخدم شريحة كبيرة من المجتمع و لا يخلو منزل من موظف أو معلم أو إدارى أو حتى طالب ، فمن الطبيعي تمرير كل ما يمت الوزارة بصله فيما بينهم !

‏‎لا أعلم لماذا بعض الصحفيين متغيبون  طوال العام الدراسي و لا يدركون إلا على آخره ليتحدثوا عن مشكله تتكرر كل عام و ليست بجديدة ! ، متغافلين تماماً مساعي وزارة التربية و التعليم طوال العام الدراسي في التقليل من هذه الظاهرة  ، بدءاً من توحيد التوزيع الزمنى للمنهج على أيام الفصل الدراسي في جميع مناطق الدولة إلى إعداد خطط درسية و تحميلها يومياً على موقع التحضير ، حتى تتأكد الوزارة تماماً من إعطاء الدرس وفقاً للخطة فلا يستبق اى معلم منهجه و ينتهى منه قبل الموعد ، و لا ننسى لائحة السلوك التى تعد إضافة جديدة للقضاء تدريجياً على ظاهرة الغياب و هنالك ايضاً توجهات جديدة أكثر صرامة في التقليل من هذه الظاهرة ، فعلاج ظاهرة تحدث منذ سنوات يحتاج إلي التدرج ، فلا الوزارة أو الوزير يملكون عصا سحرية في التغيير !

 من غير المنطقي صب اللوم على الوزارة فقط فالطالب وولي الامر والمعلم والمدرسة وإدارة المدرسة جميعهم لهم دور في تنفيذ التعليمات الصادرة من الوزارة وتقصير من احد الأطراف في التنفيذ يحدث خلل !

الاعلام له دور كبير في تغيير ثقافة المجتمع  نتمنى منهم البدء بالعمل يداً بيد لتفادى الظواهر السلبية  و علاجها في مدارسنا و مجتمعنا ، او على أقل التقدير تقديم نقد بناء مع حلول عملية لتفادى مثل هذه الظاهرة في السنوات القادمة ، و قد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آلِ مكتوم خلال لقاءه بقيادات الاعلام في شهر مايو الماضي على دور الاعلام في اجتياز التحديات التى نواجهها و طالبهم بأن يكونو إيجابيين و يشاركون في عملية البناء و التطوير .

هيام الحوسني

فتبينوا ..

فتبينوا ..



تصلنا خلال اليوم الواحد عشرات الأخبار ، اخبار من الأهل و اخبار من زملاء العمل اخبار من حسابات تابعناها في وسائل التواصل الإجتماعي أو من خلال المجموعات التى انضممنا إليها ، فالتطور التكنولوجي سهل سرعة التواصل و اصبح العالم كله كقرية صغيرة يتنافس فيها الأشخاص قبل المؤسسات الإعلامية في تناقل الأخبار فور حدوثها .

غالباً ما يتكرر سيناريو واحد يصل الخبر الساخن يحدث ضجه و لجه ، ينفى الخبر من الجهات الرسمية ، و ينتهى امر الخبر الكاذب و يبقى أثره !

حقيقةً هل تساءلت  يوماً كيف تؤثر هذه الأخبار الكاذبةُ  على حياتنا و عملنا  ، هذا السيناريو بعد أن ينتهى يدفعنا لوضع أنفسنا في دائرة الإنتقاص من الواقع متخيلين مثلاً أنه لو كان خبر تلكَ الإجازة صحيح أو لو كان خبر زيادة الراتب صحيح  أو خبر تقليص الدوام صحيح ، أو ربما رسائل تتهم مسؤول معين أو مؤسسة معينه  بالتقصير و الإهمال مستغلين عاطفتنا و غيرها من الرسائل  التى تدهن السم بالعسل !

مما يبث فينا طاقة سلبية تؤثر في  تفكيرنا و أداءِ واجباتنا ، إن التكرار المستمر لبث هذه الأخبار أو إعادة احياء  اخبار قديمة بشكل شبه يومي ، يبطىء عجلة تقدم الوطن لأنه يناقض الإيجابية المطلوبة من أجل الرقي ، فنحن نحتاج إلى موظفين و عملاء  مطمئنون و راضيين مهما كانت التحديات صعبة ، لا متزعزعين بين خبر و خبر ، و هنا يأتي دورك كشخصٍ مثقف و واعٍ ، عليك أولاً أن تقف عن تناقل الأخبار و الرسائل مجهولة المصدر ، حتى لا تكون مساهماً في هذا التيار السلبي ، كما يجب  أن تقدم النصيحة لمن لم  يدرك خطورة تناقلها ، و ضرورة الرجوع إلى المصادر الرسمية الموثوقة .

و قبل كل ذالك تذكر قول الله تعالى الذي يدعوك إلى التبين و التحقق قبل إطلاق الأحكام ، قال تعالى  ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) ﴾
صدق الله العظيم .

هيام الحوسني ..